الاهتمام بعلم القراءات من الاهتمام بكتاب الله جل جلاله، بل إنه من علامات التوفيق، ومعرفتها بالنسبة للأمة فرض كفاية، مثل باقي العلوم، هذا إن لم تكن أهم من غيرها من العلوم، لكن على ألا يكون الاهتمام بها على حساب الثمرة العظمى؛ وهي الاستنباط والعمل.
ومن ثَمَّ اتجه الحافظ العراقي رحمه الله في أول أمره بكليته إلى علم القراءات، فنهاه البدر بن جماعة، وجماعة من أهل العلم، وقالوا: إن هذا تعب، وثمرته أقل من التعب الذي يصرف إليه، فانصرف إلى علم الحديث. لكن هذا الكلام لا يؤخذ على إطلاقه، لئلا يترك القرآن ويعمد إلى الأحاديث.