الذكر بين الناس وإن كان كما جاء في الحديث الصحيح «عاجل بشرى المؤمن» [مسلم: 2642]، إلا أن له أثرًا، ولذا جاء النهي عن مدح الإنسان في وجهه، حيث إنه يعرضه لخدش الإخلاص، وقد يزول عنده بالكلية في بعض الأحوال والظروف، فعلى الإنسان أن يلاحظ مثل هذه الأمور، فإذا تيسر أن يعمل عملًا لا يطّلع عليه أحد فهذا أقرب بلا شك، ولذا شُرع إخفاء النوافل، وأداء نوافل الصلاة في البيوت كما في قوله –صلى الله عليه وسلم-: «فإن أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة» [البخاري: 731]، لكن إذا غلب على ظن الإنسان أنه لا يتأثر بإظهار العمل، وقصد من ذلك اقتداء الناس به، فهذا له وجه أن يظهره للناس، ولذا جاء في الحديث الصحيح: «من سن في الإسلام سنة حسنة، فله أجرها، وأجر من عمل بها بعده» [مسلم: 1017]، لكن ليحذر كل الحذر أن يتأثر بالمدح والذم، يقول ابن القيم -رحمه الله تعالى-: (إذا حدثتك نفسك بطلب الإخلاص فأقبل على الطمع أولًا فاذبحه بسكين اليأس، وأقبل على المدح والثناء فازهد فيهما زهد عشاق الدنيا في الآخرة، فإذا استقام لك ذبح الطمع والزهد في الثناء والمدح سهل عليك الإخلاص).