التأليف في علوم القرآن تأخَّر جدًّا عن التأليف في أصول الفقه وعلومِ الحديث بقرون؛ لأن القرآن مضبوط محفوظ، وقد تكفل اللَّه بحفظه من الزيادة والنقصان، فليس بحاجة إلى أن يؤلَّف فيه ما يخدمه من حيث الثبوت وعدمه، أما السنة فقد وقع فيها الوضع والدس منذ القرن الأول فكانت الحاجة ماسة للتأليف فيها.
وأما ما يُحتاج إليه فيما يخدم القرآن وفهمه والاستنباط منه، فهو موجود في كتب أصول الفقه، فأصول الفقه فيها مبحث يتعلق بعلوم القرآن، وما يخدم القرآن من حيث العام والخاص، والمطلق والمقيد، والناسخ والمنسوخ وغير ذلك. فالحاجة ليست داعية إلى التأليف في علوم القرآن كما هي داعية إلى التأليف في الحديث.