في بيان معنى آية من القرآن الكريم، إذا أتيت بمعنى ولم تجزم بأن هذا هو مراد الله -جل وعلا- من هذه الآية أو من هذه الكلمة وجئت بحرف الترجي (لعل)، وأنت في مجال بحث بين طلاب العلم ولست عند العوام، فقلت: (لعل المراد كذا)، فلا مانع منه؛ لأن النبي -عليه الصلاة والسلام- لما ذكر السبعين الألف، قال الصحابة: لعلهم كذا، لعلهم كذا، لعلهم كذا، فخرج إليهم ولم يُثرِّب عليهم، مع أنه لم يصب أحدٌ منهم المعنى، وذلك لأنهم جاؤوا بحرف الترجي، فإذا قلت: (لعل المراد كذا) من غير إصرار، فالذي يظهر أن الأمر فيه سعة، لكن الإشكال في الجزم والقول على الله بلا علم، وهذا يدخل في حيز الكذب على الله -جل وعلا-؛ لأنك قوَّلته ما لم يقل، وحمَّلت كلامه ما لا يحتمل.