جاء في الحديث «يا أبا عمير ما فعل النغير» [البخاري: 6129] وقد كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يمزح؛ لأنه كانت له المهابة العظمى، فلو لم يمازح الناس لما أطاقوا الاجتماع معه والتلقي عنه؛ هيبة له -عليه الصلاة والسلام-، لكنه يمازح أصحابه ويداعبهم من أجل أن يجرؤوا عليه، فيستفيدوا منه، ويطيقوا الاجتماع معه، وهذا شأن كل مهيب.
فإذا كان عندك شخص مهيب، وأنت تُقدّره وتحترمه، فلو لم ينبسط معك بشيء من التنازل إلى حد مقبول هبته واستثقلت مجلسه؛ لأن الجاد ثقيل إن لم يمزج هذا الجد بشيء من الهزل في حدود المشروع.