قال صلى الله عليه وسلم: «وجعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا» [البخاري (335) واللفظ له، ومسلم (521)] فيُتيمَّم على ضوء هذا الخبر بجميع ما على وجه الأرض، ويخالفه من يستدل بحديث: «وجعلت تربتها لنا طهورًا» [مسلم (522)] على أنه لا يتيمم إلا بالتراب؛ وفي هذا تتباين الأنظار، هل هذا تخصيص أو تقييد؟ فإذا قلنا: إنه تخصيص؛ لأن التربة جزء وفرد من أفراد الأرض، قلنا: إن ورود الخاص بحكم موافق لحكم العام لا يقتضي التخصيص، وإنما يذكر الخاص للعناية بشأنه والاهتمام به، ولكن إذا قلنا: إنه تقييد، والتربة وصف من أوصاف الأرض، قلنا: يحمل المطلق على المقيد، وهذا هو منشأ الخلاف، والمسألة في غاية الدقة.