أما العامة فنصيحتهم ظاهرة بدلالتهم على الخير، وكفهم على الشر باللين، والحكمة، والرفق، فيدلون على ما يصلح شأن دينهم ودنياهم، ولا مانع من أن تبدي بعض المحاسن، فيقال: "والله يا فلان أنت يلاحظ عليك ما شاء الله المبادرة إلى المسجد، والمحافظة على الصلوات، والإكثار من قراءة القرآن، وما شاء الله كل يدعو لك ويثني عليك، لكن يلاحظ أن ثوبك نازل قليلاً عن الكعب، ولا يخفى عليك ما جاء من قوله - عليه الصلاة والسلام-: ((ما أسفل من الكعبين فهو في النار))، ولا يظن بك أنك تجر ثوبك خيلاء، لكن هذا النص". وعليك أن تمتثل بالأسلوب الذي يحقق المصلحة، بمثل هذه الطريقة يقبل الحق، لكن لو قلت له مباشرة: "هل تعلم أن جُزأك الأسفل في النار، وأبو طالب عليه نعلان من نار يغلي منهما دماغه. ماذا يرد؟ هذا في الغالب لن يقبل، لكن بالأسلوب المناسب يبين له ما عنده من محاسن لكي تستطيع أن تلج إلى قلبه.