الدعوة فرض كفاية على الأمة، سواء استجابوا أو لم يستجيبوا، {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُواْ إِلَى اللهَ عَلَى بَصِيرَة أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي} [سورة يوسف:108] الدعوة فرض كفاية على الأمة لابد من القيام بها، النظر إلى الطرف الآخر هل يستجيب أو لا يستجيب مسألة أخرى، في قوله تعالى: {سَوَآءٌ عَلَيهُمْ ءَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذُرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} ليس معنى هذه الآية أننا نترك الإنذار لأنه سواء علينا أنذرناهم أم لم ننذرهم، لا ما قال بهذا أحد من أهل العلم، هؤلاء فيمن سبق عليه الكتاب أنه لا يؤمن وما يدرينا أن هذا الشخص المدعو أنه قد سبق عليه الكتاب أنت تدعو «لأن يهدي الله بك رجلاً واحدًا خيرٌ لكَ من حُمْرِ النِّعَم»، هل الرسول -عليه الصلاة والسلام- لما نزلت هذه الآية جلس في بيته؟ هل قال ما هم بمسلمين سأجلس بالبيت؟ بل هو مأمور بالتبليغ وأمته مأمورة بالدعوة، حتى المعاند يُدعَى بالتي هي أحسن ويغير له الأسلوب ولعله يرعوي، عاند كثير منهم في أول الأمر في عصره -عليه الصلاة والسلام- ثم استجابوا، عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ما أسلم إلا بعد سنين وكذلك كثير من الصحابة ونفع الله بهم نفعًا عظيمًا «لأن يهدي الله بك رجلاً واحدًا خيرٌ لكَ من حُمْرِ النِّعَم».