الملائكة جمع غفير، وعدد كبير، لا يمكن إحصاؤهم ولا عدهم، فلا يعلم عددهم إلا الله -جل وعلا-: {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ} [المدثر: 31]، فإذا كانت النار يجاء بها يوم القيامة لها سبعون ألف زمام، مع كل زمام سبعون ألف ملك يقودونها [مسلم (2842)]، فسيكونون أربعة مليارات وتسعمائة مليون، وهذا عدد الملائكة الذين يقودون النار فقط.
ومنهم زوّار البيت المعمور الذي أقسم الله تعالى به، وثبت ذلك في حديث المعراج، وهو بيت في السماء السابعة بحيال الكعبة، لو سقط لوقع عليها، وجاء في الأحاديث أن حرمة البيت المعمور في السماء كحرمة الكعبة في الأرض [الطبري في تفسيره (22/455)، والبيهقي في شعب الإيمان (3991)]، وهذا البيت يدخله في كل يوم سبعون ألف ملك، لا يعودون إليه منذ خلق الله السماوات والأرض [البخاري (3207)، ومسلم (162)]؛ وأعداد هؤلاء مهولة أيضًا.
ومما يدل على أن عدد الملائكة لا يُحصى ولا يُعد الحديث المخرج عند أحمد والترمذي وابن ماجه عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إني أرى ما لا ترون، وأسمع ما لا تسمعون، أطّت السماء وحُق لها أن تئط، ما فيها موضع أربع أصابع إلا وعليه ملك ساجد أو قائم، لو علمتم ما أعلم لضحكتم قليلًا ولبكيتم كثيرًا، ولما تلذذتم بالنساء على الفرش، ولخرجتم إلى الصعداء تجأرون إلى الله...» الحديث [الترمذي (2312)، وابن ماجه (4190)، وأحمد (21516)]، وبعض أهل العلم يحسنه بطرقه، ومنهم من يضعفه وهم الأكثر.