ذكر ابن وهب عن محمد بن سليمان المرادي عن أبي إسحاق قال: «كنت أرى الرجل في ذلك الزمان، وإنه ليدخل يسأل عن الشيء فيدفعه الناس من مجلس إلى مجلس، حتى يدفع إلى مجلس سعيد بن المسيب كراهية للفتيا» [إعلام الموقعين (1/35)] فيجيبه سعيد، وسعيد أعلم التابعين على الإطلاق، وصهر أبي هريرة رضي الله عنه، ووارث علمه.
وقال سحنون: «إني لأحفظ مسائل، منها ما فيه ثمانية أقوال من ثمانية أئمة من العلماء، فكيف ينبغي أن أعجل بالجواب قبل الخبر؟ فلِمَ ألام على حبس الجواب؟» [إعلام الموقعين (1/35)].
يعني إذا كانت المسألة فيها ثمانية أقوال فلماذا أستعجل أنا في إبداء رأيي قبل أن ينضج الرأي، ولم ألام على حبس الجواب؟ والمسألة أفتى فيها أئمة، ويأتي من الشباب من يقول: هم رجال ونحن رجال.
قال حذيفة: «إنما يفتي الناس أحد ثلاثة: من يعلم ما نسخ من القرآن، أو أمير لا يجد بدًّا، أو أحمق متكلف»، قال ابن سيرين: قلت: فلست بواحد من هذين، لست الأول والثاني، ولا أحب أن أكون الثالث» [إعلام الموقعين (1/35)] يعني: الأحمق المتكلف.