جاء في الحديث أن النبي -عليه الصلاة والسلام- «كان يعقد التسبيح بيمينه»، وهذا في سنن أبي داود [1502]، والحديث وإن كان فيه ضعف -لأنه من رواية محمد بن قدامة، وهو مُتكلَّم فيه- لكن القواعد والأصول العامة تؤيِّده، فلو اقتُصِر على اليمين لكان أولى. والأنامل مُستنطقات كما جاء في حديث يسيرة -رضي الله عنها- أن النبي -عليه الصلاة والسلام- أمرهنَّ أن يعقدنَ التسبيح بالأنامل؛ لأنها مستنطقة [أبو داود: 1501]، ويُخص من الأنامل اليد اليمنى؛ لأن الأصول والقواعد العامة في مثل هذا المجال تُفضِّل اليمين على اليسار، وقد «كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعجبه التيمن» وفيه «في شأنه كُلِّه» [البخاري: 168]، وهذا منه.
وأما السُّبحة التي تُتخذ لعدِّ التسبيح ولعدِّ الأذكار فلا شك أنها مُحدثةٌ لم تكن في عهده -عليه الصلاة والسلام-، وأقل أحوالها أن تكون خلاف الأولى، وإن قال بعضهم: إنه لا بأس بها، وأنها في حيِّز الإباحة، ومنهم مَن يقول: إنها بدعة، ولكن النبي -عليه الصلاة والسلام- لم يُشدِّد في أمره، بل وجَّه إلى الأولى، فالتسبيح بالسُّبحة خلاف الأولى، والله أعلم.