السؤال
ما معنى قول الإمام مسلم في صحيحه: (ليس كل شيء عندي صحيح وضعتُه هاهنا، إنما وضعتُ هاهنا ما أجمعوا عليه)؟
الجواب
البخاري ومسلم ما التزما جمع الصحيح كله، وإنما انتقوا منه ما يوافق شرط كل واحد منهما.
ولم يَعُمَّاهُ ولكن قَلَّمَا |
| عند ابْنِ الاخْرَمِ منه قد فاتهما |
(ولم يعماه) يعني لم يعما جميع الأحاديث الصحيحة.
يقول الإمام مسلم: (ليس كل شيء عندي صحيح وضعتُه هاهنا)؛ لأنه يخشى طول الكتاب، وبذلك علل البخاري أيضًا، وإنما انتقوا من الأحاديث الصحيحة، فالبخاري انتقى ما يوافق شرطه، والإمام مسلم انتقى ما يوافق شرطه.
(وإنما وضعتُ هاهنا ما أجمعوا عليه) يعني ما استجمع الشروط التي تُشترط لصحة الخبر، أو ما أجمع عليه أربعة من أئمة الحديث، وسُمُّوا -رحمهم الله- ولا أذكرهم الآن، المقصود أن الإجماع هذا إجماع خاص، وليس بإجماع عام بمعنى أن جميع أهل الحديث أجمعوا على هذه الأحاديث، لكن الأمة تلقَّتْ هذا الكتاب بالقبول، وحكموا بصحة ما اشتمل عليه، والله أعلم.