لا شك أن الأضحية من شعائر الله، وأنها مما ينبغي تعظيمها واستسمانها وطلب الأكمل فيها، وأن ذبحها أفضل من الصدقة بثمنها، والعبادات في ديننا متنوعة، وهذا من فضل الله وكرمه وجوده علينا على هذه الأمة أن كانت العبادات متنوعة؛ ليأخذ كل مكلف منها بما يقدر عليه وبما يميل إليه؛ لأن الناس يتفاوتون في قُدرهم وفي ميولهم، من الناس من يتصدق، ومن الناس من يصلي، ومن الناس من يحج، ومن الناس من يصوم، إلى غير ذلك من أنواع العبادات، ولتنوع العبادات مصالح وحكم كثيرة جدًا، ولشيخ الإسلام رسالة في تنوع العبادات، لكن في هذا الوقت الذي هو وقت عيد الأضحى وأيام التشريق ذَبْحُ الأضحية أفضل بكثير من الصدقة بثمنها كما قرر ذلك أهل العلم، ومثل ما ذكرنا من تنوع العبادات.. أحيانًا الإنسان يتصدق في وقتٍ الناس بحاجة إلى الصدقة فتكون أفضل في حقه، وأما بالنسبة للأضحية في وقتها فهي أفضل من غيرها، ومن الناس من عنده قدرة وصبر على تلاوة القرآن بحيث يمكث الساعات في مجلسه يقرأ القرآن، وهذا باب فُتح له فلْيَلِجْه، ومن الناس من عنده استعداد أن يصلي أعدادًا كثيرة من الركعات ويستغل وقته بهذا، أيضًا مَن يُسِّر له هذا الأمر فليسلكه، ومِن الناس مَن يُسرت عليه الصدقة، ومِن الناس مَن يُسر له الحج، وبعض الناس لو كُلِّف بنقل جبل أسهل عليه مِن بعض أنواع العبادات فليبحث عن غيرها، وهذا فيما عدا الواجبات، إذ الواجبات لا مساومة عليها، تجب وتلزم كل أحد، لكن الكلام في النوافل ما يَسّر الله له يَلزمه ويؤدي مِن غيره بقدر جهده وطاقته، لكن المسألة فتوح، فإذا فُتح على الإنسان في الصلاة فليلج هذا الباب فإنه خيرُ مُستكثرٍ منه، فإن فُتح له في باب تلاوة القرآن وتدبره ومراجعة تفاسيره فليلزم، فإن هذا مِن أعظم أبواب جلب الحسنات، في كل حرف عشر حسنات، وكذلك الصيام «من صام يومًا في سبيل الله، بعد الله وجهه عن النار سبعين خريفًا» [البخاري: 2840]، وكذلك الحج «من حج لله فلم يرفث، ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه» [البخاري: 1521]، فالمسألة كلٌّ ميسر لما خُلق له، فالناس لهم ميول، فمِن الناس مَن يسهل عليه دفع الأموال ويصعب عليه الصيام، ومِن الناس مَن يسهل عليه الصيام ويصعب عليه دفع المال، وهكذا، فإنه إذا يُسر للإنسان باب فليلزمه وليأته منشرح الصدر، والله المستعان.
السؤال
هل يجوز بأن أتصدق بدل أن أضحي؟
الجواب