الله -جل وعلا- يقول: {هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [الحشر: 24]، فكما يُسمَّى: عبد الخالق، وعبد البارئ، يُسمَّى: عبد المصوِّر. والمراد بالمصوِّر هنا: المصوِّر خلقَه كيف شاء، وكيف يشاء.
وكونه اسمًا مشتركًا مع بعض المخلوقين ممن يَمتهن هذه المهنة ممن يصوِّر سواء كان التصوير مباحًا أو محرَّمًا على حسب ما يزاوله من الصور، فتصوير ذوات الأرواح محرم، وتصوير غيرها من الأشجار والمباني وغيرها لا شيء فيه، فهذا مصوِّر، وهذا مصوِّر، والله المصوِّر، فهذا من الأسماء المشتركة التي تُطلق على الخالق كما تُطلق على المخلوق، ولكلٍّ منهما ما يَخصه، كالعزيز، فمن أسماء الله العزيز، وفي القرآن: {قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ} [يوسف: 51]، وهكذا، فهناك أسماء خاصة بالله -جل وعلا- مثل: الله، والرحمن، وخالق الخلق، وهكذا، ومنها ما يَشترك معه المخلوق، فلكلٍّ منهما ما يَخصه من الاسم، والله أعلم.