لا شك أن الهدي المسنون الذي يسوقه المسلم معه من بلده، أو من الحِلِّ، أو قبل الميقات، أو يدفعه مع مَن يذهب به إلى مكة، ويذبحه، ويوزِّعه على فقرائها، كما كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يبعث بالهدي من المدينة، فيما روتْ عائشة -رضي الله عنها- تقول: "كنتُ أَفْتِل قلائد هدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فيبعث هديه إلى الكعبة، فما يَحرم عليه شيء أحلَّه الله له" [البخاري: 1696]، لا شك أن مثل هذا مهجور لا يُعرَف، ولم يُذكَر عن أحد، إلَّا مَن وفَّقه الله -جلَّ وعلا- للعمل بسنة النبي -عليه الصلاة والسلام-، وإن خَفي على غيره، فإنه لا يخفى على الله -جلَّ وعلا-.
المقصود أن على الإنسان أن يقتدي بالنبي -عليه الصلاة والسلام-، فيسوق الهدي معه، كما فعل النبي -عليه الصلاة والسلام- في حجَّة الوداع، أو يبعثه من بلده مع مَن يوصله إلى مكة، ويذبحه فيها، ويوزِّعه على فقراء الحرم.