جمهور أهل العلم على أن مَن عمل عملًا صالحًا مما يُتقرب به إلى الله -جل وعلا-، ثم أهدى ثوابه إلى من شاء من حيٍّ أو ميِّت فإن الثواب يصل، يقولون: (وأي قربةٍ فعلها، ثم أهدى ثوابها لحيٍّ أو ميِّت وصلت)، هذا قول جمهور أهل العلم، ويرى بعضهم أن الذي يصل هو ما ورد فيه النص من: الدعاء، والصدقة، والحج، والعمرة، وما في معناها مما ورد فيه النص، وما عدا ذلك يبقى على المنع، ولكن القول بوصول الثواب المُهدَى بعد تحصيله بفعل العبادة هو قول الجمهور، وعلى هذا فلا مانع أن يقرأ القرآن أو يذكر الله ويسبِّح ويُهلِّل ويكبِّر ويحمد الله، فإذا فرغ أهدى الثواب لأمه أو لأبيه أو لمن يحب على قول الجمهور.
فإذا فرغ من العبادة واستحق الثواب أهداه، ولو استحضر قبل البداية أنه سوف يُهدي ثوابه إذا استحقَّه فالمسألة فيها شيء من السعة، المقصود أنه لو اقتصر على ما ورد خروجًا من الخلاف لكان أولى، فيدعو لهما {رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً} [الإسراء: 24]، ويتصدق عنهما، وجاءت في الصدقة نصوص، ويحج ويعتمر عنهما، وجاء بذلك النص، فلو اقتصر على مثل هذا لكان أولى خروجًا من الخلاف، ولكن لو فعل ما فعل فجمهور أهل العلم على أنه يصل، والله أعلم.