أبدًا يجوز، بل يُشرع للمسلم إذا رأى مَن يغلب على ظنِّه أنه تُجاب دعوته أن يَطلب منه أن يدعو له، وفي سورة يوسف {قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ} [يوسف: 97].
وذكر النووي في كتاب (الأذكار): (باب استحباب طلب الدعاءِ من أهل الفضلِ وإن كان الطالبُ أفضل من المطلوبِ منه، والدعاء في المواضعِ الشريفة: اعلم أن الأحاديث في هذا الباب أكثر مِن أن تُحصر، وهو مجمعٌ عليه)، وفي (مجموع الفتاوى) لشيخ الإسلام: (طلب الدعاء مشروعٌ من كل مؤمن لكل مؤمن، حتى قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم– لعمر لما استأذنه في العمرة: «لا تنسنا يا أخي من دعائك» إن صح الحديث -؛ لأن فيه كلامًا لأهل العلم-، وحتى أمر النبي –صلى الله عليه وسلم– عمر أن يطلب من أويسٍ القرني أن يستغفر له، وإن كان الطالب -وهو عمر- أفضل من أويس بكثير)، وقصة أويس القرني ثبتت في الصحيح، فالنبي –عليه الصلاة والسلام- قال: «يقدم عليكم شخصٌ من أهل اليمن يُقال له: أويس، كان برًّا بأمِّه، فمن لقيه منكم فليطلب منه أن يستغفر له» [يُنظر: مسلم: 2542]، فدل ذلك على أن طلب الاستغفار والدعاء من الرجل الصالح لا بأس به؛ لعل الله أن يُجيب دعوته، والله أعلم.