أولًا: تعويد الناشئة على العبادة يكون بالقدوة الصالحة، ولذا شُرعت النوافل في البيت، و«أفضل صلاة المرء في بيته إلا الصلاة المكتوبة» [البخاري: 731]؛ ليقتدي به هؤلاء الناشئة، مع أمرهم بها، واقتدائهم به في فعلها، فإذا أراد أن يصلي قال: (انتبه إلى هذه الصلاة، وصلِّ معي)، كما صلى ابن عباس مع النبي -عليه الصلاة والسلام- قبل أن يُكلَّف، فأداره النبي -عليه الصلاة والسلام- من شماله إلى يمينه [البخاري: 117]، فوجَّهه بالقول والفعل، فبالقدوة الصالحة وبالأمر بلطفٍ ورفقٍ وتوجيهٍ مقبولٍ لا شك أنهم يحبون بواسطة ذلك العبادة، وينشؤون عليها.
وينشأُ ناشئُ الفتيانِ منَّا |
|
على ما كانَ عوَّدهُ أبوهُ |
فإن كان أبوه عوَّده على العبادة: عوَّده على الصلاة، عوَّده على الصيام، أعطاه أحيانًا بعض الأموال اليسيرة من فئة الريال -مثلًا- وقال: (إذا رأيتَ فقيرًا تصدَّق عليه)، أو قال: (أهدِ -أو أعطِ- إخوانك من هذه الريالات)، أو العكس، كل هذا مطلوب، وهذا فيه تمرين للناشئة. بخلاف ما إذا عوَّدهم على خلاف ذلك، فإنما ينشؤون على ما عُوِّدوا.