الجوال هذا يمكن أن يُصوَّر به ما يجوز تصويره من غير ذوات الأرواح، ويمكن أن يُصوَّر به ذوات الأرواح، لكن الحصول على مثل هذه الآلات لا شك أنه يُسهِّل هذه المعصية، ويُجرِّئ الإنسان عليها، ورأينا شبابًا خيارًا من أبعد الناس عن هذه الأمور، واقتنى بعضهم هذا الجوال، ثم بعد ذلك لا يجرؤ أن يصوِّر نفسه؛ لأن التصوير حرام، ولا يجرؤ أن يصوِّر أباه، أو أُمَّه، أو أخاه، أو الشيخ الفلاني، أو القريب، أو المحب؛ لأن التصوير ما زال عنده حرامًا، لكن يأتيه طفل ابن أو بنت، ثم في المراحل الأولى تحبو هذه الطفلة، فتنازعه نفسه: (متى يتكرَّر عليك مثل هذا المنظر؟ هذا إن فاتك فات، ولن يتكرَّر)، ثم تبدأ البنت، أو يبدأ الابن يمشي خطوة خطوتين ويَعثُر، هذا نزاع عظيم في النفس، وبسببه تهاوى كثير من الشباب على التصوير؛ لأنهم بدؤوا، صوَّر ولده فيقول: (ما الذي يمنعك أن تصوِّر غيره؟)؛ لأن هناك مواقفَ لا يملك الإنسان نفسه منها، ويقول له الشيطان: (هاتان الخطوتان اللتان مشى وتعثر فيهما لن تتكرَّرا في حياتك، وأنت يمكن في يوم من الأيام أن تقتنع بالتصوير، ثم تندم)، وتعدَّى كثير من الناس وتخطَّى هذه المرحلة؛ بسبب اقتنائه هذه الكاميرا، ولا شك أن تيسير الوسائل يُيسِّر الغايات.
السؤال
ما حكم جوال الكاميرا؟
الجواب