مما ينبغي أن يتنبه له الصائم: أن بعض الناس عنده حرص على موعد ما -وغالبًا ما يكون الدوام الوظيفي-، فيقدم وقت ساعته بضع دقائق بحيث إذا رآها ظن أنه متأخر فعجل إلى دوامه، ثم في وقت الإفطار ينسى أن ساعته متقدمة، فيفطر بناءً على توقيتها، فهذا يقال له: لو كان حرصك على دينك كحرصك على دنياك لحصلت خيرًا عظيمًا، مع أن الحرص على الدين هو الأصل؛ لأننا إنما خلقنا لتحقيق العبودية لله -جل وعلا- {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56] وأما بالنسبة لأمور الدنيا فالأصل أن تكون آخر ما يُفكر فيه: {وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} [القصص: 77]، لكن للأسف الحاصل هو العكس عند كثير من المسلمين، فالأصل هي الدنيا وحطامها، ثم بعد ذلك يقال له: ولا تنس نصيبك من الآخرة، والله المستعان.