أجمع أهل العلم على أن البسملة ليست آية في أول سورة التوبة، وأنها بعض آية في سورة النمل، واختلفوا فيما عدا ذلك على أقوال، فمن أهل العلم مَن يرى أن البسملة آية من كل سورة من سور القرآن بما في ذلك الفاتحة، وهذا مذهب الشافعي.
ومنهم مَن يرى أنها ليست آية في أي سورة من سور القرآن بما في ذلك الفاتحة، وإنما تُذكر للتبرك.
ومنهم مَن يرى أنها آية مستقلة نزلت للفصل بين السور.
ومن أقوى الأدلة الإجماع في الطرفين، فكل منهما ينقل إجماعًا، ويعتمد ويستند عليه:
فالذي يقول: (هي آية) يستدل فيقول: أجمع الصحابة على كتابتها في المصحف، ولولا أنها آية ما جرءوا على أن يدخلوها في المصحف.
والذي يقول: (إنها ليست بآية) يستدل بالإجماع -أيضًا- على أنها لو كانت آية لما جاز الاختلاف فيها، لأن من أنكر حرفًا من القرآن فقد كفر، فالقرآن مصون من الزيادة والنقصان.
والذي يقول: إنها آية نزلت للفصل بين السور -وهذا المرجح عند شيخ الإسلام وجمع من أهل العلم- يخرج من الخلاف السابق، وهذا أرجح الأقوال فيما يظهر.