يقول عبد الرحمن بن مهدي: «سأل رجل من أهل المغرب مالك بن أنس عن مسألة فقال: لا أدري، فقال: يا أبا عبد الله تقول: لا أدري؟ قال: نعم، قال: مالك -نجم السنن- يقول: لا أدري؟ قال: نعم، فأبلغ من وراءك أن مالكًا لا يدري» [الفقيه والمتفقه (2/58)].
والعلماء ينقلون عن مالك أنه سئل عن أربعين مسألة فأجاب عن ست وثلاثين مسألة بقوله: لا أدري، وأجاب السائل عن أربع [نشر البنود (2/22)].
وعند أهل العلم أن الفقه كما يكون بالفعل يكون بالقوة القريبة من الفعل، فالإمام مالك لم تكن لديه مراجع حينذاك، فأجاب عن أربع، وهي التي يتبينها مثل الشمس، والبقية يشك فيها، فما كان يلزمه أن يجيب فيها، لكن مالكًا إذا رجع إلى كتبه وأصوله، يستطيع أن يحرر هذه المسائل، فمالك فقيه.