تأويل الرؤى بتحديد ليلة القدر مخالف للقصد الشرعي من إخفائها، وبإمكان النبي -عليه الصلاة والسلام- وهو المؤيَّد بالوحي أن يعيّنها بعد أن رآها الصحابة وتواطأت رؤاهم على ليلة بعينها، ومع ذلك ما حددها النبي -عليه الصلاة والسلام-؛ لكي يجتهد الناس وتكثر أجورهم، وهذا من رحمة الله -عزَّ وجل- بخلقه؛ لأنها إذا عُرفت بالتحديد ما اجتهد الناس بقية الليالي، وبهذا نعرف خطأ من يحددها، والنبي -عليه الصلاة والسلام- لما رآها الصحابة وتواطأت رؤاهم عليها قال: «أرى رؤياكم قد تواطأت» ثم بعد ذلك قال: «فَمَنْ كَانَ مُتَحَرِّيهَا فَلْيَتَحَرَّهَا مِنْ الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ» [البخاري: 1158] «فَلْيَتَحَرَّهَا فِي السَّبْعِ الْأَوَاخِرِ» [البخاري: 2015] ولم يحددها، وكان بإمكانه أن يحدد ليلة بعينها من خلال هذه الرؤى، وهو أيضًا مؤيد بالوحي، ومع ذلك لم يحددها، فكيف بغيره؟! فليس لأحد أن يحدد هذه الليلة؛ لأن التحديد خلاف مقصد الشرع.