الأئمة قاطبة بدءًا من الصحابة موقفهم من هذه المواقع والمشاهد معروف، وعمر -رضي الله تعالى عنه- لما قيل له أن هذه هي الشجرة التي بايعنا النبي -عليه الصلاة والسلام- عام الحديبية، أمر بقطعها، مع أنها ليست هي؛ لأن الصحابة غير واحد منهم يقول: عرفنا الشجرة التي بايعنا النبي -عليه الصلاة والسلام- فلما جئنا من العام القابل عُمِّيت علينا فلم نهتد إليها رحمة بنا، يقول ابن عمر: رحمة بنا. ولا شك أن هذا فيه إنقاذ، وفيه أيضًا حماية لجناب التوحيد، وهذه عين الرحمة. فالصحابة من بعد سنة ما عرفوها. فكيف يزعم من يأتي بعد سنين، وبعد أن قطعها عمر ويقول: هذه هي الشجرة التي بايع تحتها النبي -عليه الصلاة والسلام-. فإذا خفيت على من باشرها وعرفها بعينها، فكيف يعرفها من لم يحضر تلك البيعة؟!. إلا أن هذا من تلبيس الشيطان وتسويله، ولا شك أن الابتداع له بريق ويزينه الشيطان في قلوب الناس، والقلوب إلى الابتداع أسرع من السيل في منحدره.