مَن عرف الهدف الذي يقصده وما جاء فيه من نصوص الكتاب والسنة لا شك أنه يستسهل كلَّ وسيلة يبذلها مع وجود هذه المشاغل، فعلى طالب العلم أن يُسدد ويُقارب فيَقتصر على ما يُعينه ويُقيم حياته وما يَقوم بحاجته وحاجة أسرته، ويَصرف الباقي للعلم والتعلم، والجلوس بين يدي المشايخ، والقراءة وإدامة النظر في الكتب التي تعينه على ذلك، ويُكثِر من التعبد، ويَلزم التقوى {وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ} [البقرة: 282]، فإذا بذل الأسباب، وعَلِم الله منه صدق النية وهو مخلص في ذلك لله -جل وعلا- أعانه على التحصيل. وليسلك الطرقَ والوسائل والخطط التي اختطها أهلُ العلم لطلابهم، فإذا سار على دربهم وعلى طريقتهم ومناهجهم فإنه مع الإخلاص والدأَب والجد والاجتهاد يُدرك -إن شاء الله تعالى-. فمع كثرة هذه المشاغل عليه أن يواصل، ويسلك الطريق ويسهل الله له به طريقًا إلى الجنة، ولو طال عليه الأمر، بل لو قُدِّر أنه مع حرصِه واجتهاده وطول الطريق عليه ما أدرك شيئًا يُذكر من العلم بحيث يصير في زمرةِ أهل العلم يكفيه الوعد «من سلك طريقا يلتمس فيه علمًا سهَّل الله له به طريقًا إلى الجنة» [مسلم: 2699]، وعليه بذل السبب، والنتائج بيد الله -جل وعلا-.
السؤال
ما هي الأسباب المعينة على الوصول للعلم النافع مع كثرة مشاغل الحياة؟
الجواب