الصابئة أو الصابئون الذين جاء ذكرهم في القرآن وفي قوله -جل وعلا- في سورة البقرة: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ} [البقرة: 62] يدل على أنهم أهل إيمان وأهل توحيد وليسوا بمشركين، وإن كان من الصابئة على مرِّ العصور مَن وُجد مَن ينتسب إلى هذه الفرقة وهم فيهم شرك وفيهم مخالفة لما جاءت به الرسل، لكن الذين ذُكروا في هذه الآية في سورة البقرة على سبيل المدحِ المقطوعُ به أنه لا شرك عندهم، وإن اختلف أهل العلم في حقيقتهم.
وقد كانوا قبل بعثة محمد –صلى الله عليه وسلم-، أما بعد بعثته -عليه الصلاة والسلام- فلا يُقبل من أحد شيء غير الإسلام.
وملخَّص ما قاله أهل العلم من المفسرين وغيرهم فيهم أنهم قوم باقون على فِطَرهم، ولا دين لهم مقرر يتبعونه، لكنهم على الفطرة موحِّدون، ولم يسمعوا بنبي يلزمهم اتباعه أو سمعوا بنبي أُرسِل إلى قومه دون غيرهم، المقصود أنهم باقون على فطرتهم، وهي فطرة التوحيد، وشيخ الإسلام في أوائل (منهاج السنة) ذكر أن الصابئة أصناف وأنواع، لكن الذين جاء مدحهم في الكتاب لا يُتصوَّر أنه وقع منهم شرك أو يقع منهم شرك؛ لأن المشرك يختلف، هذا اجتالته الشياطين وحرفته عن فطرته التي فطره الله عليها، والله المستعان.