في قوله -جل وعلا-: {حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} [البقرة: 187] كان الأكل والشرب والجماع إنما يباح للصائم قبل أن ينام، أو قبل أن يصلي العشاء، ثم بعد ذلك نُسِخ، فكانت الغاية هي في قوله -جل وعلا-: {حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ}، يعني: يتبيَّن الفجر، وفي (البخاري) عن عدي بن حاتم -رضي الله عنه- قال: قلت: يا رسول الله، ما الخيط الأبيض من الخيط الأسود، أهما الخيطان؟ فقال: «إنك لعريض القفا إنْ أبصرتَ الخيطين» ثم قال: «لا، بل هو سواد الليل وبياض النهار» [4510].
وقالوا: إنه في أول الأمر لم ينزل قوله -جل وعلا-: {مِنَ الْفَجْرِ}، فعمِد بعضهم إلى خيطين أبيض وأسود، فربطهما في رجله وصار ينظر إليهما ويأكل، حتى يتبيَّن له هذا من هذا، حتى جاء عدي بن حاتم -رضي الله عنه- وسأل النبي -عليه الصلاة والسلام- عن الخيطين، فبيَّن له النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه سواد الليل وبياض النهار، والله أعلم.