بعد صلاة العصر يدخل وقت النهي، فلا صلاة بعد العصر، فالصلاة مكروهة في هذا الوقت، فلا تُشرع هاتان الركعتان؛ لأن الوقت وقت نهي.
وأوقات النهي خمسة عند أهل العلم:
- اثنان موسَّعان: من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، باستثاء ركعتي الصبح النافلة والفريضة، ومن بعد صلاة العصر إلى أن تتضيَّف الشمس للغروب، هذان وقتان موسَّعان.
- وثلاثة أوقات مضيَّقة، والأمر فيها أشد، وهي: ما جاء في حديث عقبة بن عامر –رضي الله عنه- "ثلاث ساعات كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ينهانا أن نصلي فيهن، أو أن نقبر فيهن موتانا: «حين تطلع الشمس بازغة حتى ترتفع، وحين يقوم قائم الظهيرة حتى تميل الشمس، وحين تَضَيَّفُ الشمس للغروب حتى تغرب»" [مسلم: 831]، فهذه الأوقات الثلاثة الأمر فيها أشد، والوقتان الموسَّعان أخف، ولذا جاء قضاء سنة الصبح بعدها، والنبي -عليه الصلاة والسلام- لما فاتته ركعتا الظهر صلاهما بعد صلاة العصر، فالأمر في ذلك أخف في الوقتين الموسَّعين، أما في الأوقات الثلاثة المضيَّقة فالأمر فيها أشد، ولم يرد في هذه الثلاثة ما يَخص العموم الذي هو النهي، وفي الوقتين الموسعين جاء ما يَخص، وإذا دخل التخصيص في النص ضَعُف، فيكون الأمر فيهما أسهل، يعني: إذا دخل الإنسان بعد صلاة الصبح مباشرة وصلى ركعتي تحية المسجد فحينئذٍ الأمر فيه سعة، وكذلك بعد صلاة العصر، لكن في الأوقات الثلاثة المضيَّقة الأمر فيها أشد، والله أعلم.