كلامُ الله جل جلاله - الذي هو القرآن - غيرُ مخلوق؛ خلافًا لمن يقول بخلقه سواءٌ قالوه صراحةً، كالجهمية، والمعتزلة، أو آل إليه كلامهم، كالأشاعرة والماتريدية الذي يؤول إلى القولِ بخلقِ القرآنِ وإن لم يُفصحوا به، فهم يقولون بالكلامِ النفسيِ، وهو أن كلامَ الله الحقيقيَّ معنى قائمٌ بنفسِه، فكلامهم باطل، لا حظَّ له من النظرِ، ويسقط بأدنى تأمُّل، لكنهم أرادوا أن يلبِّسوا على الناسِ؛ لئلا يُرموا بما رُمي به الجهميَّة، فهم أرادوا أن يفرُّوا من القولِ الصريحِ فوقعوا فيه في النهاية.