قال صلى الله عليه وسلم: «لا يزال لسانك رطبًا بذكر الله» [الترمذي (3375)، وابن ماجه (3793)، وأحمد (17680)].
ومن استغل وقته بذكر الله، وأنس بالله -جل وعلا- لا يضيق صدره ولا يملُّ من طول الانتظار؛ لأنَّ وقته مصروف في عبادة، فغراس الجنة الباقيات الصالحات قول أحدهم: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، كما جاء في الحديث الصحيح أن إبراهيم عليه السلام قال: «يا محمد، أقرئ أمتك مني السلام، وأخبرهم أنَّ الجنة طيبة التربة، عذبة الماء، وأنها قيعان، وأن غراسها سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر» [الترمذي (3462)، والطبراني في الأوسط (4170)]، أجور عظيمة لا تكلِّف الإنسان شيئًا، فلنا أن نتأمل أنَّ «سبحان الله وبحمده» مائة مرة تقال في دقيقةٍ ونصف، و«من قال: سبحان الله وبحمده مائة مرة حُطَّت عنه خطاياه، وإن كانت مثل زبد البحر»، والحديث متفق عليه [البخاري (6405)، ومسلم (2691)].
ولا يقال: إنَّ هذا ثواب عظيم على أمر يسير، ففضل الله واسع يؤتيه من يشاء، والله يضاعف لمن يشاء من عباده، إلى سبعمائة ضعف، وفضل الله أعظم، لذا لما قال صلى الله عليه وسلم: «ما على الأرض مسلم يدعو الله بدعوة إلا آتاه الله إياها، أو صرف عنه من السوء مثلها، ما لم يدعُ بإثم أو قطيعة رحم»، فقال رجل من القوم: إذًا نُكْثِرْ، قال: «الله أكْثَر» [الترمذي (3573)، وأحمد (11133)].