كتاب ابن خَلِّكان المشهور (وَفَيَات الأعيان) مفيد في بابه، أي باب التراجم، لا سيما الأدباء والمؤرخون، ويمتاز بضبط النِّسب، حيث يضبطها بالحرف، فيستفاد منه في معرفة أخبار الأدباء والمؤرخين، لكن لا يعول عليه في الثناء عليهم؛ لأنه يطيل في تراجمهم ويثني عليهم، أما في تراجم العلماء والأئمة والزهاد والعبّاد فيبخسهم ولا يطيل في تراجمهم، وهذا بالاستقراء كما ذكر الحافظ ابن كثير، وقد أشاد ابن خَلِّكان بابن الراوندي، وهو في ميزان المحققين زنديق، فأشاد به وبعلمه مع ما عُرف عنه من الزندقة، فعلق ابن كثير على ذلك بقوله: (وكأن الكلب لم يأكل له عجينًا!)، لكن يبقى أن الكتاب عمدة عند أهل العلم، وهو من أهم كتب التراجم لا سيما في ضبط الأسماء والنِّسب التي يشتبه في ضبطها.