لا يقال: إن من القرآن ما نزل على النبي –صلى الله عليه وسلم- في حال النوم، والنوم مظنة لعدم الضبط، فكيف يتلقى القرآن في حال النوم؟، نقول: حال الأنبياء يختلف عن سائر الناس، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- تنام عيناه ولا ينام قلبه، ورؤيا الأنبياء وحي، ولا يتلبس بهم الشيطان ولا يتمثل بهم.
وبعض العلماء يذكر أنه رأى النبي –صلى الله عليه وسلم- في المنام وسأله عن أحاديث فصحّحها، فلا يثبت بمثل هذا تصحيح، لأن الدين كَمُل بوفاته –صلى الله عليه وسلم-، والرؤى لا يثبت بها حكم، وقد أثبته بها جمع من أهل العلم كالسيوطي –رحمه الله-.
وقد يقول قائل: صح الخبر بأن الشيطان لا يتمثل به –صلى الله عليه وسلم-، قال –عليه السلام-: «من رآني في المنام فقد رآني» [البخاري: 110]، وقال: «من رآني فقد رأى الحق» [البخاري: 6996]، وقال: «من رآني فسيراني» [البخاري: 6993]، فإذا رآى الإنسان النبي –صلى الله عليه وسلم- فسأله عن حديث أشكل عليه، فقال النبي –صلى الله عليه وسلم-: (حديث صحيح)، فهل يثبت التصحيح؟، لا يثبت مثل هذا التصحيح؛ لأن حالة النوم من قِبل الرائي ليست حالة ضبط، فلا يضمن أن ينقل الكلام كما هو، وهذا جواب سديد عن هذه المسألة.