خَتَمَ ابن تيمية –رحمه الله- أحاديثَ الصفاتِ في كتاب الواسطية بحديثِ الرؤيةِ كما أنَّهُ خَتَمَ آياتِ الصفاتِ بآياتِ الرؤيةِ؛ لِتَكُونَ كالختامِ الذي يَجعَلُ الإنسانَ يَحرِصُ على العملِ بِمُقْتَضَى هذه الأسماءِ وتلك الصفاتِ؛ لأنَّها ختامُ نعيمِ أهلِ الجنةِ؛ ففي الرؤيةِ تُرَى جميعُ هذه الصفاتِ مُتكاملةً، فاللهُ -جَلَّ وعَلا- يَتَرَاءَى للناسِ في أوَّلِ الأمرِ على غيرِ صورِتِه، فيَقُولُ المؤمنونَ: «لسْتَ ربَّنا» [المسند: 23159]؛ لأنَّ هذه الهيئةَ التي ظَهَرَ فيها لَيْسَتْ بتلك الهيئةِ التي عرفوها من خلال نصوصِ الكتابِ والسنةِ، ثم يَأْتِيهِم-جلَّ وعلا- بِصورتِه الحقيقيةِ فيَسجُدُونَ لهُ، فماذا عن مُنْكِرِي الصفاتِ إذا جَاءَ اللهُ على ما ورد في كتابِه وسنةِ نبيِّهِ -ﷺ-؟! ولِذا يُقَرِّرُ أهلُ العلمِ أنَّ مَنْ يُنْكِرُ الصفاتِ فإنَّما يَعبُدُ عدمًا.