في حجة الوداع صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بذي الحليفة ثم أهل بالتوحيد، وهذه الصلاة نقل القاضي عياض رحمه الله عن الحسن البصري رحمه الله أنها صلاة الصبح [إكمال المعلم (4/179)]؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الظهر بالمدينة، ثم خرج فصلى بذي الحليفة العصر والمغرب والعشاء والفجر، ثم أحرم بعد صلاة الفجر، والذي رجحه ابن القيم رحمه الله أنه صلى الله عليه وسلم انتظر إلى الظهر، فصلى الظهر ركعتين ثم أحرم بعدهما [زاد المعاد (2/107)]، فيكون مكث يومًا وليلة في الميقات، وهو يبعد عن المدينة بضعة أميال.
وقد يقول قائل: لماذا يشق على الناس فيخرج بهم من بيوتهم ويجلس يومًا كاملًا بعد بضعة أميال؟ يقال له: هذا فعل المعصوم صلى الله عليه وسلم وله فوائد، ولعل منها: أن يتذكر من نسي شيئًا، أو يلحق بهم من تخلف، وغير ذلك من الفوائد المترتبة على فعله صلى الله عليه وسلم.