كأنه يقول: (بذلتُ السببَ، والنتيجةُ بيد الله)، وهذا صحيح، فعلى المسلم أن يبذل الأسباب التي أُمر بها وأما النتائج فليست إليه، بل هي إلى الله -جل وعلا-، فرجل الحسبة حينما يأمر وينهى عليه أن ينهى عن المنكر ويغيِّر المنكر حسب استطاعته وقدرته: بيده إن استطاع، وإلا فبلسانه، وإلا فبقلبه، عليه أن يبذل هذا السبب، وكون المنكَر عليه يقلع عمَّا يرتكبه مما يُنكَر عليه هذا بيد الله -جل وعلا-، وكذلك الداعية يدعو إلى الله -جل وعلا-، ويحرص على هداية الخلق، لكن كونهم يستجيبون هذا بيد الله -جل وعلا-، والله -جل وعلا- قال لنبيه -عليه الصلاة والسلام-: {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ} [القصص: 56]، فعلى المكلف أن يبذل السبب بما أُمر به، وكون السبب تترتب عليه آثاره أو لا تترتب هذا بيد الله -جل وعلا-، وهو معنى قولهم: (فعلتُ ما علي، والباقي على الله)، على أن ما قاله السائل: (فعلتُ ما علي) لا يعني أنه استقل بذلك من غير معونة الله -جل وعلا-، فالله -جل وعلا- هو الذي يَسَّر له هذا السبب الذي بذله، وهو الذي وفَّقه لبذله، فالأمر كله لله.
السؤال
ما حكم هذه العبارة: (فعلتُ ما عليَّ، والباقي على الله)؟
الجواب