أخي لا بد أن تعطي بدنك حظَّه من الراحة، وله عليك حق، ولو لم تخدمه ما خدمك.
والنعل التي تدوسها برجليك إذا انقطعتْ وأردتَ إصلاحها، فلا بد أن تحملها، فأنت تحملها؛ لتحملك، وليس عبثًا، فإنك لن تستفيد منها إلَّا إذا أفدتَها، وكذلك إذا كان لدى شخص دراجة، وهذه الدراجة خلا إطارها من الهواء، ومهندس الدراجات بعيد عنه، ولا يستطيع أن يقودها -فهي ليست دابة تُقاد-، فلا بد أن يحملها؛ لتُصلَح ويستفيد منها. فبدنك لا بد من أن تُريحه؛ ليَقبل، والذهن لا بد له أن يستجِم، ومع ذلك هذا النوم عبادة إذا كان الهدف منه أن تستجِمَّ للعلم والعمل، فلا تقلق إذا كان نومك بهذه المدة: خمس ساعات، أو ست ساعات، فهو نوم طبيعي وعادي، ولا بد منه، وإن كان الأطباء يقولون: إن النوم يتفاوت بحسب الاختلاف في السن، فالصغير يحتاج من الراحة أكثر مما يحتاجه الكبير، ويتدرَّج إلى أن يصل ذو السبعين والثمانين إلى أربع ساعات -مثلًا-، لكن لا بد من النوم؛ لأن فيه الاستجمام والراحة؛ لحفظ النفس.