السؤال
النووي هل به تصوُّف؟ وهل هو متأثِّر بالقوم، أو شيء من ذلك؟
الجواب
النووي -رحمه الله- من العُبَّاد كما هو معروف، فإضافة إلى ما عنده من علم فهو عابد، ولذلك تجد ميله واتجاهه إلى هذا النوع، أي: إلى مَن عنده شيء من العبادة، ولذا إذا ترجم لأحد سواء كان من الرواة، أو من أهل العلم؛ يُشيد به من هذه الحيثيَّة، وتجد الفرق الكبير بين تراجم ابن حجر -رحمه الله- للرواة، وبين تراجم النووي للرواة، فابن حجر يُشيد بضبطهم وحفظهم وإتقانهم، والنووي يُشيد بعباداتهم، فلا شك أن لديه ميلًا إلى هذا الأمر، وله تأثُّر بهم فيما ينقله عنهم، وشيخ الإسلام -رحمه الله- أيضًا ينقل عن كبارهم ممَّن ليس لديه شطحات كبيرة، فينقل عن أبي سليمان، وعن أبي يزيد البسطامي، وغيرهما، وكلامهم ليس كلُّه باطلًا، ففي كلامهم حقٌّ كثير، فيستفاد منه بقدر الإمكان، كما يفعل شيخ الإسلام وابن القيم -رحمهما الله-.