يكثر السؤال من الشباب الذين يهتدون، ويحصل لهم الاستمناء في الحج وفي الصيام ولا يغتسلون، فهم في وقت شبابهم وطيشهم لا يسألون ولا يحتاطون لأنفسهم. وهذا يُسأل عنه كثيرًا، يقول: هو في أول عمره وبلوغه كان يستمني وهو صائم، أو يستمني وهو حاج، ومع ذلك لا يغتسل بعد ذلك. فالعبادات وهي أركان الإسلام كلها على خطر من هذا الصنيع. وسبب هذا عدم تثقيف هؤلاء الشباب بما يلزمهم قبيل البلوغ، سواءً كانوا من الذكور أو من الإناث، وهذه الأمور مخلة بهذه العبادات. فعلى من يتولى تربية الشباب من المدرسين وغيرهم، ومن أولياء الأمور أن يخبروهم. وإذا كان مع حملة الحج شباب، وفيها من أهل العلم من يستطيع أن ينفعهم فعليه أن يبذل لهم النصيحة، فمثل هذه الأمور تقع كثيرًا، والسؤال عنها يكثر، سواءً كان في الصيام أو في الحج، ويزيدون على ذلك بأنهم لا يغتسلون، فتبطل صلواتهم وحجهم وصيامهم. لكن عذرهم في هذا أنهم جهال، ثم بعد ذلك يوفقون للتوبة، فإذا تابوا وأنابوا، وأعادوا ما يلزمهم إعادته، وقضوا ما يلزمهم قضائه يتوب الله عليهم.