إذا اجتمع أكثر من جنازة للصلاة عليها كخمس جنائز –مثلاً-، فهذه خمسة قراريط من الأجور في ثلاث دقائق، وهي لا تعوق الإنسان عن مصالحه، فالمحروم من حرم التوفيق، وليس من علامة التوفيق أن يزهد الإنسان في مثل هذه الأجور، فضلًا عن أن يسعى في أن يُنقصَ من أجره كل يوم، وفي الحديث «كل الناس يدخلون الجنة إلا من أبى، قالوا: يا سول الله ومن يأبى؟! قال: من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى» [البخاري: 7280] هل يُتصور من الإنسان أن يقال له: تعال إلى الجنة، فيقول: لا؟ لا يُتصور هذا، لكن حقيقة وواقع الناس أن الكثير يقال لهم: هلموا إلى الجنة، فيقولون: لا، وتَصوَّر من تقام صلاة الجنازة وهو جالس لا يهتم لذلك، ويعرف أن الصلاة فيها قيراط، وقد تكون عدة جنائز في آن واحد، ولكل واحدة قيراط!