Rulings

يقول السيوطي: (العام الباقي على عمومه ومثاله عزيز، ولم يوجد لذلك إلا {وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [البقرة: 282]، {خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ})

فماذا عن قوله -جل وعلا-: {…

الإقبال والإدبار من الألفاظ المشتركة كما في حديث الوضوء: «أقبل بهما وأدبر» [البخاري: 185] فمقتضاه أنه بدأ من مؤخر رأسه؛ لأنه أقبل أولًا، لكن يطلق الإقبال ويراد به الإدبار، ولذا قال في…

تميز كتاب (شذور الذهب) بأن آخره إعراب لقصار السور، وإن كان -مع الأسف الشديد- لا يعرفه كثير من طلاب العلم؛ لأنه ما لاكته الدراسات النظامية التي أولع بها الناس.

وجد من يتعصب لقواعد النحو، ويتعسف في إخضاع القرآن لقواعده، وهذا لا شك أنه تعصب، لكن لماذا لا نخضع القواعد لأفصح الكلام الذي هو القرآن، فنجعل قواعدنا منطلقة من القرآن؟

لو رُبي الطلاب على هذا وجُعلت جميع الأمثلة من القرآن، وجُعلت القواعد مربوطة بالقرآن لتعلم الناس العربية والقرآن في آنٍ واحد، ولذا في دروس العربية -على ضعفها عندنا- لا بد من ربط الطلاب بالقرآن، وإذا أكمل…

قراءة النبي -صلى الله عليه وسلم- للقرآن اعتنى بها الحاكم في (المستدرك) وعقد لها باباً وذكرها.

ما ثبت عن الصحابة رضي الله عنهم من القراءات بأسانيد صحيحة مما لا يوافق الرسم العثماني تُرد على أساس أنها قرآن؛ لأنها لم تثبت في مصحف عثمان، وتُقبل على أساس أنها تفسير؛ لصحة إسنادها إلى الصحابي، وتفسير الصحابي مقبول، ويُعمل به إن جرى مجرى التفسير.

موافقات عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- للقرآن كثيرة تبلغ نحو العشرين، جمعت في مصنف للسيوطي وغيره.

بعض الناس يقول: (إن قيمة معرفة أسباب النزول لا تعادل التعب من ورائها، حيث إنها مجرد سرد تاريخي لما حصل)، وهذا الكلام ليس بصحيح وإن قيل؛ أولًا: لأن معرفة السبب تورث العلم بالمسبب، وكم من كلام يستغلق في كتاب الله -عز وجل-، وفي سنة نبيه -عليه الصلاة والسلام-، بل وفي كلام الناس العادي كما في بعض أبيات الشعر، فلا يفهم إلا بسببه، فإذا عُرف السبب بطل العجب -كما يقولون-.

اختلف أهل العلم في المراد بالحرف في قول الرسول –صلى الله عليه وسلم-: «لا أقول: {الم} حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف» [الترمذي: 2910]، هل المراد به حرف المعنى أو حرف المبنى؟

فإذا قلنا: إن المراد به حرف…

جاء التحدي بالقرآن كاملاً، وجاء التحدي بعشر سور منه، وجاء التحدي بسورة، لكن لم يأتِ التحدي بآية؛ لأن من الآيات ما هو كلمة، كقوله تعالى: {مدهامتان} [الرحمن: 64]، ولا يعجز البشر أن يقولوا: (مدهامتان)، لكن مع ذلك فالآية معجزة في موضعها من الكلام وارتباطها بما قبلها وما بعدها، فلا تستطيع أن تحذف (مدهامتان)…

علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- له عناية بالقرآن، وينسب له مصحف يقال له: مصحف علي، وفي نهايته: (وكتب علي بن أبو طالب)، وقد استدل الحافظ ابن كثير على أن هذا المصحف لا تثبت نسبته إلى علي بهذا اللحن الشنيع، وعلي –رضي الله عنه- عربي قح، وهو واضع علم العربية، ولا يمكن أن يخطئ مثل هذا الخطأ، ومع الأسف الذين طبعوا (تفسير ابن كثير) كلهم على أنه: (وكتب علي بن أبي طالب)، ويذكرون استدراك ابن كثير…

في بيان معنى آية من القرآن الكريم، إذا أتيت بمعنى ولم تجزم بأن هذا هو مراد الله -جل وعلا- من هذه الآية أو من هذه الكلمة وجئت بحرف الترجي (لعل)، وأنت في مجال بحث بين طلاب العلم ولست عند العوام، فقلت: (لعل المراد كذا)، فلا مانع منه؛ لأن النبي -عليه الصلاة والسلام- لما ذكر السبعين الألف، قال الصحابة: لعلهم كذا، لعلهم كذا، لعلهم كذا، فخرج إليهم ولم يُثرِّب عليهم، مع أنه لم يصب أحدٌ منهم…

رسالة (أصول التفسير للسيوطي) نافعة لطالب العلم على اختصارها، ولا يوجد لها نظير على نهج المتون عند أهل العلم في الفنون كلها، إلا ما ألفه المتأخرون، وهي منتزعة من كتاب اسمه: (النقاية).

من أنواع علوم القرآن، الصيفي والشتائي:

والصيفي: ما نزل في فصل الصيف، والشتائي: ما نزل في فصل الشتاء.

ومن المعلوم أن السنة أربعة فصول: الصيف، والشتاء، والربيع، والخريف، وليس معنى هذا أن القرآن لا ينزل إلا في الصيف والشتاء، بل قد ينزل في غيرهما، لكن أهل العلم يلحقون كل فصل بالذي قبله، وتخصيص الصيف والشتاء لشهرتهما، ولذا لا تجد آية منصوصًا عليها أنها…

المسيح: لَقَبٌ، وقد جاء في القرآن ما يدل على أن عيسى بن مريم–عليه السلام- اسمه: المسيح عيسى بن مريم. وقد تشدد السين، ويقال: المسّيح؛ للمبالغة، وسبب تلقيبه بهذا لسياحته في الأرض، أي: مسح الأرض كلها بالسياحة، وقيل: لأنه لا يمسح ذا عاهة إلا برئ، وقيل: لأنه ممسوح القدمين لا أخْمَص له، والأقرب أنه لا يمسح ذا عاهة إلا برئ، فهو يُبرئ الأكمه والأبرص بإذن الله .

ذو القرنين: اسمه على الأشهر اسكندر، ولقب بذي القرنين؛ لأن ملكه بلغ قرن الشيطان المشرقي وقرنه المغربي الذي عند طلوع الشمس وعند غروبها، وقيل: لأن له قرنين، إما من الشَّعر، أو من شيء نبت في رأسه، -كما يقول بعضهم-، والمقصود أنه جاء  في القرآن بهذا اللقب.

كان النساء لا يخرجن إلا بالليل؛ لأن الليل والظلام أستر لهن، زيادةً على ما يرتدينه من ثياب وجلابيب وخُمر، ولأن البيوت ليس فيها كنف فيضطرون للخروج لقضاء الحاجة، ولا يخرجن في ما عدا ذلك؛ امتثالًا لقول الله -جل وعلا-: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ...} [الأحزاب:33]، وقد أدركنا النساء قبل ثلاثين سنة والأمر على ذلك، وكانت النساء…

قول الزمزمي عن منظومته: (فهذه مثل الجمان عقد): يمدحها ليغري طالب العلم للإفادة منها، ولكي تجرى عليه الأجور، قال –صلى الله عليه وسلم-: «من دل على خير فله مثل أجر فاعله» [مسلم: 1893]، وقال: «إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة

اختصار الألباني لـ(صحيح البخاري) أفضل من اختصار الزبيدي؛ لعنايته بتراجم الإمام البخاري. واختصار الشيخ سعد الشثري طيب؛ لعنايته بهذه التراجم, لكن يبقى أن الأصل -صحيح البخاري- لا يعدله شيء, والاقتصار على المختصرات من أمارات الحرمان.

الاهتمام بأحكام القراءات لا شك أنه من الاهتمام بكتاب الله -جل وعلا-، وأن معرفة هذه الأحكام والعناية بها من تحقيق حفظ الله -جل وعلا- لهذا الكتاب، ولا شك كذلك أن من علامة توفيق الإنسان أن يهتم بها، لكن ينبغي ألا يكون الاهتمام بها على حساب الثمرة العظمى من فهم النصوص، والاستنباط، والعمل. وقد اتجه الحافظ العراقي -رحمه الله تعالى- في أول أمره بكلِّيته إلى علم القراءات، فنهاه البدر بن جماعة،…