الغِيبة وهي ذكرك أخاك بما يكره مُحرَّمة بالكتاب والسنة وباتفاق أهل العلم، وكفارتُها أن تذهب لمن اغتبتَه وتستحِلَّه عن وقوعك في عِرضه، هذا إذا لم يترتب على ذلك مفسدة أشد وأعظم، فإن ترتب على ذلك مفسدة فيُرجى أن يعفو الله عنك إذا دعوتَ لمن اغتبتَه، وأكثرتَ من ذكر محاسنه في المواطن التي اغتبتَه فيها؛ درءًا للمفسدة الناشئة؛ لأن بعض الناس لا يتحمل مثل هذه الأمور، وبعض الناس سَمْح سَهْل، يمكن أن يبيحك عمَّا فعلتَ بسهولة، فإذا كان من هذا النوع فإنك لا بد أن تذكر له أنك اغتبتَه وتطلب منه أن يسامحك عما وقعتَ في عِرضه، وإذا كان من النوع الثاني الذي لا يقبل هذا الأمر ويترتب عليه قطيعة وهجران، وقد يترتب عليه بعض المفاسد التي لا تُحمد عقباها، فمثل هذا يُكتفى بالدعاء له ونشر محاسنه في المجالس والمجامع التي اغتبتَه فيها. مع أنه جاء عن بعض السلف أنه ألزم نفسه بأنه كلما اغتاب شخصًا أن يتصدّق بدرهم، ولا يُدرى من أين أخذ هذا الحكم، إنما هو مجرد إلزام نفسه ليترك الغِيبة، وإلا فليس بكفارة؛ لأن هذا حق مخلوق، فلا يكفي فيه مثل هذه الصدقة، ومع ذلك هانت عليه الصدقة واستمر في الغيبة، فعاهد نفسه مرة ثانية أنه كلما اغتاب شخصًا أن يصوم يومًا، فترك الغِيبة، ولكن مثل هذا ليس له أصل فيما نعلم إلا أنه من باب أن يُلزم نفسه ألَّا يتساهل في الغِيبة وليس هذا بكفارة.
السؤال
هل للغِيبة كفارة؟
الجواب