من أعظم الحكم التي من أجلها شُرِع النكاح عمارة الأرض واستمرار النوع الإنساني، ولا يكون ذلك إلا بالإنجاب للبنين والبنات، واستعمالُ الحبوب مدى الحياة هو عبارة عن قطع النسل والسعي في عدم الإنجاب، وهذا خلاف الحكمة التي من أجلها شَرع الله النكاح وجعله من سنن المرسلين، المقصود أن مثل هذا لا يجوز؛ لأنه سعي في ما يُشبه التعقيم المطلق، لكن لو استُعمِلتْ هذه الحبوب من أجل التنظيم؛ رفقًا بالأم التي لا تحتمل الحمل المتتابع بوصيةٍ وإرشادٍ من طبيبٍ مسلمٍ ماهرٍ بحبوبٍ لا تضر بالمرأة فإن مثل هذا حينئذٍ لا بأس به، فبدلًا من أن تحمل كل سنة، مع أن هذا هو الأفضل «تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم» [أبو داود: 2050]، لكن إذا تضررت الأم من كثرة الحمل فلا مانع من تأخيره لمدة يَندفع بها هذا الضرر، أما استعمال الحبوب مدى الحياة فهذا هو السعي في العقم وعدم الإنجاب، فمثل هذا لا يجوز؛ لأنه مخالف للحكمة الإلهية التي من أجلها شُرِع النكاح، والله أعلم.
السؤال
ما حكم استعمال حبوب منع الحمل مدى الحياة؟
الجواب