Rulings

العلم متِين ولا يَكمُلُ لهُ إلا الفُحُول من الرِّجال الذُّكُور، والإناث قد يُوجد فيهنّ من تكمُل لهذا؛ بل وُجِد على مرِّ التَّاريخ مُحدِّثات؛ لكن الغالب أنَّهُ لا يكمُلُ لهُ إلاَّ الفُحُول من الرِّجال الذِّين هُم أهل الجِدّ والعَزم وعَدَم التَّراخي والتَّفريط، ومع الأسف أنَّنا نجد من ينتسب لهذا العلم وتَجِدُهُ يأخُذُهُ على التَّراخي! على التَّيْسِير، يعني لا يَجِد فيه، الحديث بحرٌ مُحيط…

آحاد الطُّلاَّب الآن يَمْلك مكتبة كبيرة، يعني عُمُوم طُلاَّب العلم عندَهُم مكتبات، لمَّا تَيَسَّرت الطِّباعة وَبُذِلَتْ الكُتُب، تجد طالب العلم عندَهُ عِشرين دالوب، مائة دالوب فيه أُلُوف المُجلَّدات؛ لكنْ لو تقول لهُ عَدِّد أسْمَاء هذهِ الكُتب ما اسْتَطَاع! فضلاً عن كونِهِ يَعْرِف مُحتَوى هذهِ الكُتُبْ ولو على سبيل الإجْمَال! يعني بعض النَّاس عندهُ حِرْص؛ إذا اشْتَرى الكتاب تَصَفَّح…

الرِّحلة سُنَّة من سُنن أهل هذا العِلم (الحديث)، رَحَل منهم من رَحل، مُدَّة شهر يَقْطَع الفَيَافِي والقِفار منْ أجْلِ حديثٍ واحِد ، جابر بن عبد الله رَحَل إلى عبد الله بن أُنَيْس من أجل حديث! وغيرُهُ وغيرُهُ، وفي ذلك مُصَنَّف للخطيب البغدادي اسمُهُ الرِّحلة في طلب الحديث، من سُنن أهل هذا الفن يَرْحَلُون إلى العُصُور المُتَأخِّرة، إذا جَاء أخَذ ما عِنْدَ عُلماء بَلَدِهِ انتقل إلى غيرِهِ،…

طالب العلم عليهِ أنْ يُعنى بصحيح البُخاري، ويَجْعلُهُ مِحور عملِهِ، بحيث ينظر في أحاديثهِ أوَّلاً فأوَّل، فيبدَأ في الحديث الأوَّل ويَنْظُر فيهِ، ويَنْظُر في مواضِع تَخْرِيجِهِ في ثنايا الكتاب، فَنَجِد الحديث الأوَّل خرَّجهُ الإمام البُخاري في سَبْعةِ مَواضِع يَنْظُر في هذهِ المَواضِع، في هذهِ المَوَاضِع كُلِّها السَّبعة، ويُقارن بينها في الأسَانِيد، والطُّرُق، وصِيَغ الأدَاء، وفي…

يقول -رحمهُ الله-: "وللحديثِ رَتِّل" يعني لا تُسْرِع في قِراءة الحديث؛ بلْ تأنَّ في قِراءتِهِ، بكلامٍ مسمُوع مفهُوم بحيث لا يكُونُ هذرَمة ولا هيمنة بحيث تخفى بعض الحُرُوف أو بعض الكلمات، ولا يُسْرَد، ولا يُهَذّ كهذِّ الشِّعر؛ بلْ يُبيَّن ويُوَضَّحْ؛ لأنَّ المَقْصُود من التَّحْدِيثْ التَّبْلِيغْ، اسْتِجابَةً لقولِهِ -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام-: ((بَلِّغُوا عنِّي))…

هجر القرآن سواء هجر التلاوة أو هجر التعلم أو هجر العمل هذا كله لا يجوز {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا} [(30) سورة الفرقان] فالهجر أصناف، وأقل ما يكون بالنسبة للقرآن تلاوته، ومع ذلك تلاوته على الوجه المأمور به، فإذا كان أهلاً ليستنبط منه الأحكام ليعمل بها وإلا قرأ في…

{وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ} بركة القرآن لا تنتهي، فهو مبارك من كل وجه، وعلى أي حال، فمجرد قراءته متعبدٌ بها، التي لا تكلف شيئاً، وبكل حرف عشر حسنات، إذا قرئ القرآن يحصل للقارئ على كل حرف في مقابل كل حرف عشر حسنات، هذا أقل تقدير، والله يضاعف لمن يشاء، فأقل ما يحصل للقارئ في الختمة…

((فينادي بصوتٍ: إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثاً إلى النار)) الذين هم أهل النار وسكانها، وبعث النار جمعٌ غفير، هم السواد الأعظم، من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين، وأما بالنسبة لأهل الجنة فهم واحد من ألف، الصحابة -رضوان الله عليهم- خافوا وفزعوا فمن هذا الواحد؟ قال: ((ما أنتم بالنسبة…

{وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [(4) سورة الحديد] يعني مبصر لأعمالكم، فهو معكم ببصره، بعلمه، بسمعه، فهو يعلم ويسمع ويبصر ما تعملون، ومقتضى ذلك أنه إذا كان معنا، إذا استحضرنا مثل هذا النص لا بد أن تكون منزلة المراقبة لله -جل وعلا- عاملة عملها فينا، وهي مرتبة…

جاء الوعيد بالنسبة لمن حفظ القرآن ثم نسيه، فعلى الإنسان أن يعنى بالمراجعة، والحفظ يتفلت، والقرآن على سبيل الخصوص ((أشد تفلتاً -وفي رواية- تفصياً من الإبل في عقلها)) فهذا ابتلاء للحافظ أنه إذا هجر نسي، فلا بد من المراجعة، ويجعل الإنسان له حزب يومي لا يخل به، ويجتمع له المراجعة والتلاوة والتدبر أيضاً في آنٍ واحد، وأنا أكرر على إخوان…

((اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين)) لا توجد في صحيح مسلم، فمن أهل العلم من حكم عليها بالشذوذ، من أهل العلم من حكم عليها بالشذوذ؛ لأنها لو كانت محفوظة ما أهملها مسلم، ولا أهملها الرواة الثقات، ومنهم من يقول: إنها زيادة ثقة ليست مخالفة فلا مانع من قبولها، والأئمة الحفاظ كثير منهم لا يثبتها؛ لأن…

يقول ابن حجر: وقد شاهدنا من الموسوسين من يغسل يده بالمئين -يعني مئات- وهو مع ذلك يعتقد أن حدثه هو المتيقن، يعني والوضوء مشكوك فيه هل حصل أو لم يحصل؟

والآن الأسئلة تكثر جداً من قبل هؤلاء الموسوسين، وبعضهم يمكث في الوضوء الساعات الطوال، خمس ساعات ست ساعات وهو يحاول يتوضأ للصلاة ولا يستطيع، وبعضهم يقول: إن لكل مفصل في الأصابع، كل عقدة من العقد نية مستقلة -نسأل الله…

ما الطريقة المثلى لمن أراد حفظ القرآن ومراجعته؟

القرآن يسره الله -جل وعلا- {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِر} [(22) سورة القمر] القرآن ميسر، ومع ذلك يحتاج إلى متابعة، وهو أشد تفلتاً من الإبل في عقلها، أشد تفلتاً فعلى من يحفظ أن يكثر المراجعة، ولا يكلف نفسه أكثر مما يطيق…

ما رأيكم في قراءة كتب الروايات والقصص والكتب الفكرية لطالب العلم؟

هذه تضييع وقت، الروايات والقصص لا سيما التي كتبت بأساليب المعاصرين تضيع الوقت، لكن أهل العلم مع قراءتهم لما ينفعهم في دينهم ودنياهم من العلوم الشرعية، وما يعين على فهمها يقرؤون في كتب التاريخ، ويقرؤون في كتب الأدب، وكل هذا للاستجمام والاعتبار، وفيها فوائد تعين أيضاً على فهم العلم، ومن…

يقول: ما هي أفضل طريقة لضبط التقريب، أرجو توضيح طريقة عملية في ذلك؟

الحفظ المجرد قد لا يثبت في الذهن، وإنما يثبت بالتطبيق، يثبت بالتطبيق، ولذا من قرأ في إرشاد الساري أو حتى الكرماني، إذا انتهى من الكتاب يكون عنده تصور عن رجال البخاري أكثر مما لو قرأ تراجمهم في التقريب؛ لأن الراوي مربوط بمرويه، التصور يكون تام، وأيضاً عبارة هؤلاء أبسط من عبارة التقريب، فيستفيد من قرأ…

ما هي أَسْبَابُ إجابَة الدُّعَاء؟

 

أوَّلاً: لا بُدَّ من بذلِ الأسباب وانتفَاءُ المَوانع، والنَّظرُ إلى الموانع أشدّ؛ لأنَّ لو بُذِلَتْ الأسْبَابُ كُلُّها، ومع ذلك وُجِدَ مانع من الموانِعْ، لم تُقبل، يُسْتَبْعَد أنْ يستجِيبَ اللهُ -جلَّ وعلا-، والنَّبِيُّ -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام- ذكر الرَّجُل ((يُطِيلُ السَّفر،…

لا شكَّ أنَّ المُجالسة لها أثر على النَّفْس، وكم منْ شَخْص أَثَّر في النَّاسْ بمرآهْ فقط قبل أنْ يَتَكَلَّم، وكثيرٌ من أهل العلم إذا تَرجمُوا لِشيُوخهم يذكرُون شيئاً من ذلك، وأنَّهُم يستفيدُون من رُؤْيَة الشيخ أكثر من عِلْمِهِ، وذَكَر ابن الجوزي في ترجمة أحد شُيُوخِهِ في فَهْرَسَتِهِ أنَّهُ استفاد من بُكائِهِ أكثر من فَائِدَتِهِ مِنْ عِلْمِهِ؛ ولا شكَّ أنَّ مثل هذا مُؤثِّر جدًّا، رُؤية…

الجُود صِفة من الصِّفات المَحمُودة الذِّي هُو الكَرم، الكرم من الصِّفات المَحمُودة في الشَّرع وفي العقل وفي العُرف، وكان العرب يَتَمَدَّحُون بالجُود والكَرم؛ لكنْ شَرِيطة أنْ لا يَخْرُج عن حَدِّهِ إلى حَدِّ الإسْرَاف والتَّبذير، يقول: ومنها الزِّيادة في الجُودِ في رمضان؛ لأنَّهُ شهرٌ تُضاعفُ فيهِ الحَسَنات والأعمال، فَيَنْبَغِي أنْ يكُون هذا الخُلُق الحَسَنْ مُضَاعفاً لِيُضاعَفَ…

{فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} [(43) سورة النحل].

ونحن نشاهد كثرة من يدعي الاجتهاد في هذه الأوقات، لا شك أن مثل هذا غرور وتلبيس من الشيطان، وفيه ما هو ردة فعل لقرونٍ مضت من قفل باب الاجتهاد، والآن فتح الاجتهاد على…

مسألة ترك السلام على المسلم بحججٍ واهية هذا لا شك أنه من تلبيس الشيطان، وهو حرمان عظيم؛ لبَّس الشيطان على كثيرٍ من الناس بحيث لا يبدؤون غيرهم بالسلام فيحرمون الأجر، ولا يدخل المسلمون الجنة حتى يتحابوا، ومن أعظم ما ينشر المودة والمحبة بذل السلام، فالمسلم يسلم عليه مهما تلبس به من المخالفات التي لا تخرجه عن دائرة الإسلام، نعم إذا ترتب على هجره وترك السلام عليه مصلحة –الزجر مثلاً- وردعه عما…