Rulings

نسمع في سير الصالحين من الأعمال ما هو عند كثيرٍ من الناس أساطير، بل صرح بعضهم أن هذه خرافات؛ لأنه ما جرب المسكين، لكن لو جرب وجاهد ثم تلذذ فيما بعد وجد أن الأمر حقيقي.

نقرأ في سيرة ابن المبارك الذي ضرب من كل سهمٍ من سهام الإسلام بنصيب وافر، ثم يقال: هذا العمل لا يطاق، ورأينا من شيوخنا من قرب من عمل ابن المبارك، صار حياته كلها لله، فالخير في أمة محمد؛ لكن على الإنسان…

المصائب لا يتمناها الإنسان؛ لكن إذا مضى عليه وقت ولم يصب بشيء لا بد أن يفكر في نفسه؛ لأن هذه المصائب وهذه الفتن وهذه المحن هي في الواقع والحقيقة منح من الله -عز وجل-، يرتب عليها الأجور، ويرتب عليها رفع الدرجات إذا تجاوزها الإنسان، فالإنسان الذي لا يصاب بمرض، يمكث خمس سنوات عشر سنوات لم يصب بمرض، نعم عليه أن يحمد الله -عز وجل-، ولا يتمنى أن يمرض؛ لكن يفكر في نفسه، المؤمن كخامة الزرع عرضة…

((يُجاء برجل فيطرح في النار فيَطحن فيها)) وفي رواية: ((فيُطحن فيها كطحن الحمار برحاه)) يطحن، يدور مثل دوران الحمار بالرحى ((فيطيف به أهل النار)) يتعجبون يستغربون كيف يأتي هذا؟ يجتمعون عليه، كيف؟ كنت تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ إيش اللي جابك هنا؟!…

((إنَّ الله لا يقبضُ العلم انتزاعاً ينتزِعُهُ من صُدُور الرِّجال؛ وإنَّما يقبضُ العلم بقبضِ العُلماء، فإذا قُبِضَ العُلماء اتَّخَذ النَّاس رُؤُوس جُهَّالْ سُئِلُوا فأفْتَوْا بغير علم فَضَلُّوا وأَضَلُّوا)) لا بُد من وُجُود من مثل هؤُلاء قَضَاءً، ولا يعني أنَّهُم شرعاً…

يعني لو نظرنا بعين البصيرة إلى تلاحق الأيام وجدنا أنّ اليوم يمر بدون فائدة بالنسبة لكثيرٍ من النَّاس، والحُكم للغالب، تجد السَّاعة لمحة بصر، تجد اليوم ينتهي بمشوار، تجد الليلة تنتهي بجلسة! قيل وقال ثُمّ خلاص!!! تناظر السَّاعة تعجب كيف مشت الليلة، وهكذا!! لكن هذا بالنِّسبة للغالب، أمَّا من منَّ اللهُ عليه وهم الأقلُّون الزمان هو الزَّمان، الذي يُقرأ من القرآن في عهد الصَّحابة في الوقت…

قال رسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إذا أنزل اللهُ بقومٍ عذاباً)) يعني إذا عمَّهُم الله بعذابٍ؛ لظُهُور المعاصي وفُشُو المُنكرات؛ استحقَّ النَّاس العذاب العام – نسأل الله العافية – كما قال النبي -عليه الصَّلاة والسَّلام- في الحديث، لما قيل لهُ: ((أنهلكُ وفينا الصَّالحُون؟ قال: ((…

دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابْ جَهَنَّمْ – نَسْأَلْ الله السَّلامة والعَافِيَة – دعاة على أبواب جهنم، وُجِدُوا فِي المِئة الثَّالثَة دَعَوا النَّاس إِلَى البِدَع، وأَشْرَبُوها قُلُوب بَعض الوُلَاة، فَامْتَحَنُوا النَّاس فِيها، وآذَوْهُم، آذَوْا الأَئِمَّة بِسَبَبِها، دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابْ جَهَنَّمْ – نَسْأَلْ الله السَّلامة والعَافِيَة –  يَدْعُونَ إِلَى هَذِهِ البِدَع، ويُلْزِمُونَ النَّاسَ…

الأُمَّةُ الآنْ تُفْتَتَنْ وتُمْتَحَنْ وتُخْتَبَر؛ لِيُنْظَر مَدَى تَمَسُّكِها بِدِينِهَا، اللهُ -سُبْحَانَهُ وتَعَالى- يَفْتِنْ؛ لِيَخْتَبِرْ {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً} [الأنبياء/35]، {وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا} [طه/40] ويَفْتِنْ…

من حمل السِّلاح يُريدُ قتل المُسلم مع عِلْمِهِ بِتحريمهِ واعتقادِهِ بذلك فالأمر خَطير جِدًّا، ((لزَوَالُ الدُّنيا أَهْوَنُ عِنْد الله من إِرَاقَة دمِ مُسْلِم)) ((ولا يَزَالُ المُسلم في…

تجِد الإنسان يُمضِي السَّنة في العمل الذِّي كان يُنْتَهى منهُ في شهر، ويُمْضِي الشَّهر في العمل الذِّي كان يُنْتَهى منهُ في أُسبُوع وهكذا، وهذا ظاهر، كثيرٌ من النَّاس تَطلعُ عليه الشَّمس وتغرب ما استفاد فائدة، هذا من نَزْعِ البركات، كثيرٌ من النَّاس يُسَوِّف اليوم غداً بعد غدٍ وهكذا، إلى أنْ تنتهي السَّنة ما صنع شيء، لماذا يا فُلان لا تُجِدّ في طلب العلم؟ والله -إن شاء الله- في بداية…

فصار طالب العلم إذا احتاج إلى أي معلومة في فن من الفنون بعد هذه الحواسب ما عليه إلا أن يضغط زر، يصل بواسطته إلى ما يريد بأسرع وقت، وهذا أيضاً على حساب التحصيل العلمي؛ لأن العلم متين لا يستطاع براحة الجسم كما قال يحي بن أبي كثير، يحي بن أبي كثير كما ذكر الإمام مسلم في صحيحه في أثناء أحاديث المواقيت قال يحي بن أبي كثير: "لا يستطاع العلم براحة الجسم" لو كان العلم يستطاع براحة الجسم ما أدرك…

جاءت النصوص بإطلاق رمضان من غير إضافة شهر، وإن وجُد في السلف من يكره قول رمضان قبل إضافة الشهر إليه، من غير إضافة الشهر إليه، وفي الحديث الصحيح: ((من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)) من صام رمضان ما في شهر، كره بعض السلف أن يقال: رمضان من غير إضافة الشهر إليه؛ لكن النصوص تدل عليه. 

فأفضل الصيام ما كان في شهر الله المحرم، والمحرم أحد الأشهر الحرم الأربعة، ثلاثة سرد: ذو القعدة والحجة والمحرم ورجب، رجب مضر، والعبادة في هذه الأشهر فاضلة، حتى توقف ابن القيم في تفضيل عمرة رمضان على عمرة الأشهر الحرم، توقف ابن القيم في ذلك، والسبب في ذلك أن النبي -عليه الصلاة والسلام- اعتمر أربع مرات ليس فيها واحدة في رمضان، وإنما كلها في القعدة.

((من صام رمضان وأتبعه بست من شوال فكأنما صام الدهر كله)) من صام رمضان أكمل صيام رمضان وأتبعه مفهوم (أتبعه) أنه أكمل صيام شهر رمضان، ثم بعد ذلك أتبعه بصيام ستة أيام من شوال، هنا مسألة التطوع في الصيام قبل القضاء، قضاء الواجب، يعني مفهوم (أتبعه) أنه صام الشهر كاملاً بما في ذلك القضاء إن كان عليه القضاء، ثم…

ليلة القدر ليلة عظيمة، خير من ألف شهر، اختلف فيها أهل العلم على نحو من خمسين قولاً، استوفاها ابن حجر في فتح الباري.

وهي ليلة من قامها إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، وبعض الروايات: ((وما تأخر)) وهي خير من ألف شهر، كما في القرآن، ومن حرمها حرم الخير كله.

وهي الراجح عند أهل العلم أنها في رمضان، وأنها في الشعر…

لا شك أن الجنة حفت بالمكاره، وإذا أر دت أن تختبر نفسك فانظر أيهما أخف على قلبك المتدين العابد الذي يعينك على طاعة الله، أو الذي يأتي لك بالنكت والسواليف؟ أيهما أخف على قلبك؟ اختبر نفسك، يعني مجالسة من يعينك على طاعة الله لا شك أنها ثقيلة، لماذا؟ لأن الجنة حفت بالمكاره، والنار حفت بما تشتهي النفوس، حفت بالشهوات، تجد أخف الناس ظل أصحاب النكت والطرائف، والروحات والجيات، من أيسر الأمور يقول…

عَنْ عَائِشَةَ  زَوْجِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهَا قَالَتْ: "كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ يَوْمًا تَصُومُهُ قُرَيْشٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَصُومُهُ" صامَهُ وأمرَ بِصِيامِهِ قبل فرض…

فيما يوافق ما يجوز أن يكذب عليها به، يعني يحرجها في أمور لا تستطيعها، فيقول: أنت مثلاً لا تعرفين الطبخ مثلاً، ثم تقول: لا، أنا أطبخ كذا، أو طبخت كذا، أو فعلت هكذا عند أهلي، أو...، يعني تتخلص منه مثلما يتخلص منها، يعني إذا عرفنا السبب والعلة التي يدور عليها الحكم تعدت، نعم.

عندنا كلام واجب، وكلام مستحب، وكلام مباح، وكلام مكروه، وكلام محرم، فالذي يتكلم بالمستحب مع إمكانه أن يتكلم بالواجب، هذا خلاف الأولى، يتكلم بمباح مع إمكانه أن يتكلم بمستحب بدلاً من القيل والقال الذي لا تبعة فيه، ولا تحريم فيه يسبح ويذكر الله -جل وعلا-، صار يتكلم بما هو خلاف الأولى، فضلاً عن أن يتكلم بالمكروه والمحرم.

وسلف هذه الأمة يتعاظمون كثير من الأمور التي هي ليست…

وإذا عرفت أقوال أهل العلم في الجماع فاعلم أنهم متفقون على أن مقدمات الجماع كالقبلة والمفاخذة واللمس بقصد اللذة حرام على المحرم، ولكنهم اختلفوا فيما يلزمه لو فعل شيئاً من ذلك، فمذهب مالك وأصحابه أن كل تلذذ بمباشرة المرأة من قبلة أو غيرها إذا حصل معه إنزال أفسد الحج، وقد بينا قريباً ما يلزم من أفسد حجه حتى إنه لو أدام النظر بقصد اللذة فأنزل فسد عند مالك حجه، ولو أنزل بسبب النظرة الأولى من…