Rulings

يقول: صار همّ بعض الشباب الكلام في العلماء والتجريح وتتبع عثراتهم حتى أنهم يطلقون على البعض أنه كذا أو كذا؟

المقصود أن على المسلم أن يحرص على عمله، وأهم ما على الإنسان نفسه، وما يخلصها وينجيها، ويترك الكلام في الآخرين؛ فأعراض المسلمين حفرة من حفر النار، وهذا ملاحظ بعض الناس إذا اختلفت معه في وجهة نظر انقلبت جميع الحسنات سيئات، ولا يقبل…

يقول ما هي نصيحتكم لطلاب العلم خصوصاً المبتدئين منهم؟

أصل العلوم كلها- كتاب الله -عز وجل- وسنة نبيه -عليه الصلاة والسلام-، فعلى طالب العلم أن يعتني بكتاب الله -عز وجل- قراءةً وحفظاً وفهماً وعملاً وتدبراً؛ فقراءة القرآن -كما يقول شيخ الإسلام- على الوجه المأمور به تورث الإنسان من العلم واليقين والبصيرة ما لا يدركه إلا من عمل مثل هذا العمل.

ولا شكَّ أنَّ الشَّرع فيهِ تكاليف، وفيهِ ما يَشُقّ على النُّفُوس؛ لأنَّ الجَنَّة حُفَّت بالمكاره، هذا هُو السَّبب في تسمية الأحكام بالتَّكليف؛ لأنَّ الجَنَّة حُفَّت بالمكاره، ولا يَمْنَعْ أنْ يكُون هذا التَّكْلِيف يكُونُ في بداية الأمر، ثُمَّ بعد ذلك  يكُونُ تَلَذُّذ بالطَّاعة، يُعالج الإنْسَانْ نَفْسَهُ على هذهِ التَّكاليف؛ حتَّى تصير دَيْدَناً لها وتتلذذ بها، وهذا مَعْرُوف عند…

قال بعضهم: "إن استطعت ألا تحك رأسك إلا بأثر؛ فافعل"؛ لأنك معرض للخطأ، معرض لا سيما الطالب الذي لا يحيط بأقوال أهل العلم معرض، فكونه يفتي بالنص فقد حصل من الصحابة الفتوى بالنص، يسأل عن مسألة كذا فقال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: كذا، الجواب في كلامه -عليه الصلاة والسلام-؛ ليأمن الزلل، وأما الفتوى بمجرد الرأي لا شك أن هناك مسائل منصوص عليها لا مجال فيها للرأي والاجتهاد؛ لأن العبرة…

{إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء} [(28) سورة فاطر]، فالعلم الذي يورث الخشية هو العلم الشرعي المطلوب في النصوص، قد يوجد ممن يزاول العلوم الكونية -مثلاً- أو العلوم التطبيقية، يوجد من الأطباء من أورثه علمه خشية الله -جل وعلا-، يوجد هذا، ومن خلال طبه…

إذا أعجب الإنسان بنفسه، إذا أعجب الإنسان بما حصل له من علم هذا في غاية الجهل، والعجب بالنفس والإعجاب بها آفة، آفة من الآفات من أخطر الأمور على دين الإنسان

والعجب فاحذره إن العجب مجترف

 

أعمال صاحبه في سيله العرم

يقرر أهل العلم أن مقالة من لا يعلم عن حكم مسألة ما، الله أعلم، نصف العلم، والذي لا يقول: الله أعلم فيرد العلم إلى مصدره هذا تصاب مقاتله، الذي لا يقول: لا أدري، هذا لا شك أنه لا بد أن يقع في خطأ، فعلى الإنسان إذا شك في مسألة ما أن يقول: الله أعلم، وهذا لا يغيظه بل تزيده رفعه، والكبار قالوا: الله أعلم، ومالك قال: لا أعلم، لا أدري، والإمام أحمد يقولها كثيراً، وهذه سمة السلف الصالح، والصحابة…

{يَبْخَلُونَ}: بما عندهم {وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ}: يعني في العلم في باب العلم، لا ينفق مما أعطاه الله من علم، ولا يحث الناس بل يثبط من رآه يعلم الناس، أنت ما أنت بملزوم، أنت ما أنت بمكلوف، أنت تعرض نفسك لكذا، أنت كذا، ويحفظ بعض ما جاء في…

ما أنضم شيء إلى شيء أفضل وأحسن من حلم إلى علم؛ لأن العلم دون حلم يصاحبه ما يصاحبه من شطط ويصاحبه من عنف، فالعلم بمفرده نعم العلم الشرعي قال الله وقال رسوله يربي الناس؛ لكن يبقى أيضاً أن الإنسان إذا طبع وجبل على ما يحبه الله ورسوله وهو الحلم كان نوراً على نور، وازدان بذلك، وزان علمه، وانضم الحلم إلى علمه، فصار نوراً على نور، يبقى أنه إذا جبل على سوء الخلق مثلاً عليه أن…

علم السَّلف الكلمة الواحدة تعادل مجلدات؛ لأنه علم مبارك مأخوذ من معدنه مباشرة بخلاف علم الخلف الذي شيب بغيره، علم السَّلف مختصر وقليل؛ لكنهُ مُبَارَك، فعمر بن الخطاب من هذا النوع إذا تكلم بكلمة خلاص يصدر عنها الناس، تُعَادِل كتاب بالنسبة لغيره هذه الكلمة، ومن أراد أن يعرف قدر علم السَّلف وقلة كلام السَّلف مع متين علمهم؛ فَليَقرَأ في (فَضل عِلم السَّلف على الخَلَف) لابن رجب -رحمه الله…

العُزلَة والخُلطَة جَاءَت النُّصُوص بهذا وهذا، النُّصُوص الصَّحِيحَة جَاءَت بِالخُلطَة مُخَالَطَة النَّاس، ونَفعِ النَّاس، والصَّبر على آذَاهُم، وشُرِعَت الجُمع والجَمَاعَات والأعيَاد والحَجّ، كُل هذا من أجل الخُلطَة وهي الأصل؛ لكن إذا خُشِيَ الإنسَان على دِينِهِ؛ فالسَّلامةُ لا يَعدِلُها شيء، ((يُوشِكُ أَن يَكون خَير مال المُسلِم غَنَمٌ…

من تفسير مجاهد في قول الله -جل وعلا-: {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} [(74) سورة الفرقان]، يعني يقتدى بهم في الخير، بعد أن يقتدوا بمن قبلهم، هم يقتدون بمن قبلهم، ويقتدي بهم من بعدهم ليسنوا السنن الحسنة بالقول والفعل، ويكونوا قدوات يقتدى بهم، ومن دل على هدى كان له مثل أجر فاعله، من دل على هدى كان له من الأجر مثل…

عُمرك ماذا صنَعْتَ فيه؟! العُمر المُدَّة التِّي مكثتها في هذهِ الحياة، هل أنفقتها وصرفتها فيما يُرضِي الله -جلَّ وعلا-؟ أو فيما يُغْضِبُهُ أو في المُباح والإكثار منهُ ولم تلتفت إلى ما يَنْفَعُك في الآخرة، لا بُدَّ من السُّؤال ((عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أفْنَاهُ)) ماذا صنعت في هذهِ المُدَّة مُدَّة بقائك في الدُّنيا، والعُمر إذا لم يُفْنَ فيما يَنْفَعُ في الآخرة؛…

((ولا يَدع القرآن رغبةً إلى غيرِهِ)) مع الأسف أنَّ كثيراً من المُسلمين انشغلُوا عن القرآن بالقِيلِ والقال والصُّحُف والمجلَّات، والقَنَواتْ، تَجِدْ بعض طُلَّاب العلم عِنْدَهُ استعداد يفلي الجرايد كلها! أو المُسلم المُوَظَّف بعد ما يطلع من وَظِيفتِهِ إلى أنْ ينام وهو يقلب الجرائد! علشان إيش؟! ماذا تستفيد من…

عن سمرة بن جندب -رضي الله عنهُ-، عن النبي -صلَّى الله عليه وسلم- قال: ((كُلُّ مُؤْدِبْ يُحبُّ أنْ تُؤْتَى مُأدبَتُهُ)) المأدبة: الوليمة، كُلُّ صاحب وليمة يُحب أنْ تُؤتى مأدُبَتُهُ وأنْ يُؤْكَل منها، ((ومأدُبَةُ الله القرآن))، ومَأْدُبَتُهُ يعني وَلِيمَتُهُ ونُزُلُهُ وإكْرَامُهُ لِخَلْقِهِ هذا الكِتاب، فهو يُحِبّ أنْ تُؤْتَى هذهِ …

بعض النَّاس من قصد أو من غير قصد حتَّى بعض الشَّباب الأخيار وبعض العوام، قد يقول كلام مُحتواهُ الاستخفاف بالسُّنَّة؛ لكنْ علينا أنْ نَنْتَبِه لهذا، فالاسْتِخْفَاف بالسُّنَّة شَأْنُهُ عظيم؛ لأنَّهُ اسْتِخْفَافٌ بالدِّينْ، اسْتِخْفَافٌ بالدِّينْ واسْتِهْزَاءٌ بالدِّينْ، والاسْتِخْفَاف والاسْتِهْزَاء كما يكونُ بالقول يكون بالعمل أيضاً؛ فَلْنَكُن على غاية الحَذَرْ منْ هذا الباب؛ وليكُن…

العلم مهما أُخِذَ منهُ، ومهما تَزَوَّد الإنسانُ منهُ، أوَّلاً: أنَّكَ لا تَنْقُصُ منْ أَخَذْتَ منهُ العلم؛ لأنَّ العلم يَزِيد بالإنْفَاق، ما يَنْقُصْ.

 الأمر الثَّاني: أنَّكَ قد أَخَذْتْ، فأنتَ ومن أَخَذْتَ منهُ ومِمَّنْ أَخَذَ منهُ، كُلُّ هذا شيءٌ يسير لا يُذْكَرْ في جانب عِلْمِ الله -جلَّ وعلا-: {وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ…

"ألا أُخْبِرُكُم بالفَقِيهِ حَقَّ الفَقِيهْ" الذي هو بمنزلة الطبيب الماهر "الذي لا يُقَنِّط النَّاس من رحمة الله"؛ لأن القنوط واليأس من رحمة الله مُوبِقَة من المُوبِقَات، هذا يبعث على التَّرك ترك العمل، كما أنَّهُ أيضاً بالمقابل لا يُأَمِّنُهُم من مكر الله، فينبغي أن يكون طبيباً حكيماً نَبيهاً يضعُ العِلاج في مَوْضِعِهِ، يُشَخِّص…

جعل الله -جلَّ وعلا- للإنسانِ مخرجاً، ما كُل إنسان يستطيع أنْ يكُون عالم، وما كُل إنسان تُتيح لهُ الظُّرُوف  ظُرُوف مَعِشَتِهِ، ومن يمون أن يكُون مُتعلِّماً، ولا كُل إنسان يستطيع أنْ يَقْهَر نفسَهُ على حُب العُلماء والمُتعلِّمين، قد يَتَظاهر بذلك؛ لكن المسألة مسألة المَحَبَّة القَلْبِيَّة، ما كُل إنسان يستطيع ذلك؛ لكنْ أقلّ الأحوال جاهِدْ قَلْبَك ونَفْسِك على عَدَمِ بُغْضِهِم، لَو أدْرَك…

((ما سلك رجلٌ طريقاً يلتمسُ فيه علماً إلاَّ سهَّل الله لهُ بهِ طريقاً إلى الجنَّة)) وهذا من نِعَمِ الله -جل وعلا- أنْ رَتَّب الأُجُور على بَذْل الأسباب، وتَرَك النَّتائج بيدِهِ، فالنَّتائج بيد الله -جل وعلا-، الإنسان يجتهد، يبذل السَّبب، هو مأمُور ببذل السَّبب على ألاَّ يعتمد على هذا السَّبب، فالمُسبِّب هو…